إسعاف النشاشيبي
اللغوي الأصيل
دار إسعاف النشاشيبي
ولد في مدينة القدس سنة 1885
* ينحدر من اسرة فلسطينية عريقة، حيث يقال أن جده الأكبر قدم إلى القدس في عهد الظاهر بيبرس المملوكي ، وكان يمتهن صناعة النشاب ، ومن هناك جاء اسم الأسرة (النشاشيبي) . أما والده عثمان النشاشيبي فكان من الوجهاء علما وثراء ومناصب في الدولة العثمانية وصلت عضوية (مجلس المبعوثيان في الأستانة) .
*نشأ إسعاف في بيت علم ومال يغص بحلقات العلم ويستضيف العديد من أعلام ووجهاء القدسالذين كانوا يجتمعون لتدارس العلم وتقارض الشعر . إضافة الى وجود مكتبة كبيرة تضم نفائس الكتب ، فأثر ذلك كله في نبوغه ونشأته.
* تلقى علومه الأولى في كتاتيب كتاتيب القدس، فتتلمذ على مشايخها حافظا أجزاءً من القرآن الكريم لينتقل بعدذاك إلى مدرسة دار الحكمة في بيروت وتلمذ على يد عدد من الأساتذة الكبار ، وأبرزهم الشيخ عبد الله البستاني الذي تأثر به وطبع بطابعه اللغوي، حيث تجلى ذلك في أسلوبه الأدبي.
* زامل عددا من أعلام اللغة والأدب والفكر أمثال شكيب أرسلان وأحمد شوقي والسكاكيني وحنا العيسى وعبد العزيز شاويش،وذلك في القدس كما في بيروت ، كما وألم باللغة الفرنسية إلماماً وسع مداركه.
*عمل أستاذا للغة العربي في المدرسة الصلاحية ، ثم عين مديرا للمدرسة الرشيدية للغة العربية ـ وهي مدرسة كما وعين إسعاف مديراً للمدرسة الرشيدية ثم صار مفتشاً للغة العربية في فلسطين حتى عام 1929، حيث انقطع للقراءة والكتابة والرحلات إلى مصر والشام.
مزاياه وخصاله:-
*كان مربياً ناجحاً ذا أسلوب حماسي في إلقاء الدروس ويرى فيه وسيلة من شأنها إنجاح العملية التربوية كما واعتمد القراءة السماع كوسيلتين من الوسائل الأساسية في تعليم النشء وتثقيفه أسوة بالسلف الصالح.
* إشترك في إحياء أكثر المناسبات ذات الطابع الوطني والقومي في فلسطين خطيبا ثوريا تحريضيا مفوها ، كما ووعظ الناس في المساجد
* تنوعت كتاباته بين الشعر والمقالات الأدبية داعيا الأمة للتوحد لمواجهة الأخطار المحدقة بها.
*عرف بشدة الغيرة على القرآن الكريم واللغة العربية والحضارة الإسلامية، ومعاداة التقليد والتفرنج الأمر الذي أكسبه حدة في المزاج عُرِف بها ، وكان عايش الصراع بين المجددين والمحافظين في اللغة..ننقل عن سيرته التي وردت في أعلام الشرق ما نصه: (ولعل حدة المزاج التي كان يتصف بها ناتجة مما كان يلمسه من انقباض الناس عن هذه الأركان وإقبالهم على نمط الحياة الغربية وتعلقهم بالدعوات الهدامة التي راح دعاة السوء من الغربيين وأتباعهم من المسلمين والعرب يروجونها في أسواق الشرق.
وتبدو غيرته هذه في كل مصنفاته، ولاسيّما كلمته المطولة بعنوان "البطل الخالد صلاح الدين والشاعر الخالد أحمد شوقي". عاش إسعاف في زمن شهد صراعاً عنيفاً بين دعاة التجديد والمحافظين على دور القديم في اللغة والحياة، ولماّ كان إسعاف من مؤيدي القديم وكان يعي تقدم الغرب على الشرق في مضمار العلم، فقد دعا إلى الانتفاع بالجديد مع حماية للقديم ليقوم الجديد على قاعدة صلبة، كما دعا إلى التجديد في اللغة والأدب، لكن التجديد الذي يحفظ اللغة من كل ما يؤدي إلى فسادها واضمحلالها، التجديد الذي يطور وينمي ويزيد في صرح الحضارة من الجانب الأدبي واللغوي، لا التجديد الذي يقضي على اللغة العربية ويعتمد اللهجات العامية أو الذي يلغي القافية بدعوة حرية الشعر وتجديده. )
وكان النشاشيبي يصر على اعتبار اللغة هي الأمة، والأمة هي اللغة وضعف الأولى ضعف الثانية، وهلاك الثانية هلاك الأولى، وما الأمة إلاّ لغتها وأدبها وخلقها، حسب ما جاء في مقالته " العربية المصرية ".
* كان النشاشيبي عضواً نشيطاً من أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق ، انفرد بأسلوب من البيان، وبقدر متميز من الحماسة للغة العربية.
* توفي ـ رحمه الله ـ في القاهرة عام 1948م، وقد لحده في قبره بيده الحاج أمين الحسيني.
*قال عنه صديقه أحمد حسن الزيات فيه غداة وفاته: "إن النشاشيبي كان خاتم طبقة من الأدباء واللغويين المحققين، لا يستطيع الزمن الحاضر بطبيعته وثقافته أن يجود بمثله، فمن حق المحافظين على التراث الكريم، والمعتزين بالماضي العظيم، أن يطيلوا البكاء على فقده وأن يرثوا لحال العروبة والعربية من بعده".
مصنفاته:-
-استقيناها من -أعلام المشرق- الصادرة عن مركز الشرق للدراسات الحضارية والإستراتيجية-
*العربية المصرية، وفيه دفاع عن العربية وذكر لخصائصها، وتأكيد لدور مصر في المحافظة على العرب والعربية.
*العربية وشاعرها الأكبر شوقي، ويدور حول شوقي في خدمة الأدب ولغته، ويعكس تحمس المؤلف وغيرته على اللسان العربي.
*اللغة العربية والأستاذ الريحاني، وهو مقالة رد فيه على الأستاذ الريحاني الذي انتقد خطبته في الدفاع عن العربية، واتهمه بتكلف الغريب والوحشي.
*العربية في المدرسة، وهي خطبة كان إسعاف قد ألقاها عندما كان يعمل مفتشاً في معارف فلسطين، حيث ركز فيها على العروة الوثقى بين القرآن واللغة.
*حماسة النشاشيبي، وهي نصوص مختارة قرآنية وأدبية، جزلة الألفاظ سامية المعاني، تنم عن سعة إطلاع واهتمام بمصادر اللغة.
*كلمة في اللغة العربية، تعد أوضح مصنفات النشاشيبي دلالة على اهتمامه باللغة، وتبياناً لجهوده وفكره في مجالها.
*البستان وهو كتاب مدرسي لُغَوي.
الإسلام الصحيح، أبحاث إسلامية دعا فيها إلى تصفية الإسلام من البدع.
نقل الأديب، مختارات من عيون الأدب العربي وطرائفه.
*أمثال أبي تمام.
*قلب عربي وعقل أوروبي.
*التفاؤل والأثرية في كلام أبي العلاء المعري.
*مقام إبراهيم، وهي كلمة تأبين للبطل إبراهيم هنانو (شهيد الثورة السورية ضد الفرنسيين).
*البطل الخالد صلاح الدين والشاعر الخالد أحمد شوقي.
*بيروت والغلاييني.
**من اشعاره- والتي اعتبرها بعض النقاد أول شعر (فلسطيني) يكتب):