خليل السكاكيني
المجدد الأدبي والتربوي
أشعر شخصيا بالإمتنان لهذا الكاتب والمربي العظيم لأنني تعلمت الحروف أول ما تعلمت في الصفوف الإبتدائية الأولى بفضل كتابه (الجديد في القراءة العربية ) الذي كان مقراً للمرحلة الإبتدائية.
ولا شك أن الكثير من القراء ، ممن هم في سني أو يكبرونني سيبتسمون عند تذكر دروسنا الأولى : راس، روس، دار، دور.
عاش خليل السكاكيني في الفترة ما بين عامي (1878 - 1953) ، حيث ولد في بيت المقدس لأسرة أرثوذكسية عريقة، وهو لغوي معلم وكاتب عربي، أسس المدرسة الدستورية في العام 1909 ،وهي إحدى عدة مدراس أنشأها في فلسطين، كما وجدد في طريقة التعليم فأدخل طريقة (الكلمة) في تعليم المبتدئين بكتابه (الجديد) 1924.كما وأصبح فيما بعد رئيسا لدار المعلمين في القدس.
كما ونشط في حركة النهضة الأرثوذكسية ، وكان ناشطا في الحركة الوطنية الفلسطينية في عهد الإنتداب البريطاني لفلسطين.وتعتبر مذكراته تأريخا لتلك الفترة.كما وناضل من أجل تعريب الكنيسة الأرثوذكسية الرومانية في فلسطين.
أصبح في العام 1923 سكرتيرا للجنة التنفيذية العربية في بيت المقدس.
توفيت زوجته سلطانة في العام 1939 ، وظل وفيا لها كاتبا فيها عددا من قصائد الرثاء.
وكان من كبار المعجبين بالملك فيصل الأول بن الحسين . هاجر الى القاهرة بعد النكبة في العام 1948 ، ويروى ان أسرته هي آخر أسرة فلسطينية غادرت جبل القطمون الذي تعرض للحصار والقصف الإسرائيلي، وهناك عرض عليه الأديب طه حسين الإنضمام إلى مجمع اللغة العربية .
دعا إلى التجديد في لغة الكتابة بسلسلة من المقالات والمحاضرات جمعها في كتاب (مطالعات في اللغة والأدب) عام 1925 وتقوم دعوة السكاكيني على إيثار السهولة والوضوح والإقتصاد.
ومن كتبه (فلسطين بعد الحرب الكبرى) و (ما تيسر) (جزءان).
كان عضواً في المجمع العلمي بدمشق والمجمع اللغوي بالقاهرة.
من أكبر الأحداث التي فجع بها خليل السكاكيني وفاة ولده (سري) في العام 1953 ، حيث اسلم بعدها الروح بأشهر ثلاثة.
له إبنتان : هالة ، ودمية
نشرت ابنته هالة 1960 مذكرات شخصيته بقلمه (كذا أنا يا دنيا) تظهر أسلوبه الطيع، وتقصى جهاده وفجيعته في ابنه سري الذي مات حزناً عليه.
توفيت ابنتاه في مدينة رام الله في العامين 2002 ، و2003.