جسر الحيــــآآة

يعبره الكثير من الناس مع أحباءهم..
ويجدون طعماً آخر لحياتهم..
أما أنا!!
لا.
لأني أسير فيه والوحدة رفيقتي..
ولم أجد من يؤنس وحشة غربتي..
سنواااات طواااال!!
من الوحدة اعتدت عليها..
وأصبحت لا أشعر بطعم الحياة دونها..
ووطنت نفسي على العيش معها..
ولم أكن أعرف أبداً أني ..
سأجد من يمشي على الجسر..
الذي أعبره وحدي..
ولكن!!
شاءت لي أقدار الإله..
أن أجد في طريق غربتي..
شخصاً يسير فيه ..
لم أتبين ملامحه..
لبعد المسافة بيننا..
إلا أنَّ!!
الفرحة غمرتني بوجوده..
وصرت أصرخ تارة ..
وأتمتم أخرى..
لست أنا الوحيدة هنا..
لست أنا..
فقط..
أردت الوصول إلى هناك..
لأعرف!!
من يشاركني عبور جسر الوحدة..
في هذه الحياة..
ترددت بادئ الأمر..
فقد شعرت بأني سأقتحم هدوء حياته..
دون سابق إنذار..
مرت أيام وأيام وأيام..
وأنا أحاول أن أعرف..
سبب سيره في هذا الطريق..
فهو طريق وعر ..
وكذا موحش..
لا يطيق عبوره !!
إلا من وجد نفسه..
غريباً على الأرض..
بين أهله وأحبته..
***
أحسست أنه يعاني ألم معاناتي..
عندها!!
قررت أن أذهب إليه..
لأشاركه ألمه وحزنه..
فكلانا غارق في بحر واحد..
سرت في هذا الطريق حتى وصلت..
شعر بوجود شخص في المكان..
فهب مسرعاً يهم بالمغادرة..
لكني استوقفته..
مهلاً!!
مهلاً!!
أيها السيد المحترم..
توقف وقفة متعجل ..
قلت له: لا تقلق يا سيدي..
أنا أسير هنا منذ زمن طويل..
وصرت خبيرة بكل بقعة فيه..
لم يعلق والتزم الصمت..
بادرته بسؤال!
لماذا اخترت السؤال السير في هذا الطريق الوعر[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
كأنه تعجب من سؤالي..
التفتَ إليّ وقال:
أما سألتِ هذا السؤال لنفسك [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
قلت له: بلا وأعرف جوابه..
تعجب ثانية..
ولكن!!
من جوابي هذه المرة..
وقال: فتاة جميلة مثلك..
تسير في هذا الطريق..
كنت على ثقة أنني الوحيد هنا..
وما توقعت أن أجد أحداً..
ولكن!!
أن أجد فتاة جميلة قد أغلقت الأبواب بوجهها..
لتعبر جسر الوحدة في الحياة..
هذا ما لم يخطر أبداً على بالي!!
اكتفيت بإيماءة ..
علامة على الرضا بحالي..
***
وجدت فيه كل ما أبحث عنه ..
حب
عطف
حنان
طيبة
طموح...إلخ
وشعرت بالاطمئنان وأنا معه..
ومع كل يوم يمر!!
كنت أحس بقربه مني..
ووقوفه بجانبي..
لم أعد أرى الحياة بدونه..
وتغيرت نظرتي لها ..
وولد أملٌ جميلٌ بقلبي..
أني سأجد أمير حبي..
ولكن!!
وقع قلبي وثيقة واعتمدها..
وحفظها بين جدرانه المجروحة..
أن ذاك الإنسان..
الذي سيسكن هذا الوجدان..
هو!!
((هو))
وبدأت مواقفنا تسجل بذاكرتي..
وازدادت سعادتي..
بظهوره في حياتي البائسة..
ومع كل نكبة أتعرض لها..
كنت أحتملها..
لأني وجدت من يشاركني ..
الآمال والآلام..
الطموحات والأحلام..
عشنا والألم رفيقنا ..
وبالحب تنبض قلوبنا..
***
استمرت هكذا حالنا..
ومضت الأيام بنا..
لأجد نفسي في وهم..
وقد أتعبني الهم..
أردت التأكد من حبه..
لذا بدأت أسأله..
ويجيب..
كانت إجابته لي مطمئنة..
ولكن الواقع!!
خلاف ذلك تماماً..
وكنت فيما مضى أظن ..
أني!!
قد دخلت قلبه..
لأتربع على عرشه..
ولكني اكتشفت..
أني كنت مخدوعة..
فأبواب قلبه كانت موصدة أمامي..
فعرفت حينها مكاني..
وكفكفت دمعاتي..
ولملمت أحزاني..
وعدت أدراجي..
لأسير في درب الحياة وحدي..
ولكن قلبي!!
مازال ينبض بحبه وسيستمر..
***
/
\
ورغم الحزن و الألم يستمر نبض القلوب...,